قبل عقدين من الزمن تمكنت راما كيّالي بالشراكة مع لمياء الطبّاع أن تخطوان أولى خطواتهما في مشروع تحسين تعلّم اللغة العربية للأطفال في المراحل المدرسية. فكرة بدأت نواتها في الأردن مع إنتاج فيديوهات تعليمية باللغة العربية، وتوسّعت لاحقًا عبر تقنيات الأونلاين ودخول عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى باتت واحدة من الشركات الناشئة الرائدة في مجال تكنولوجيا التعليم الموجه باللغة العربية. رآسمال أجرت مقابلة مع راما كيّالي الرئيس التنفيذي لشركة المفكرون الصغار (Little Thinking Minds) وإحدى مؤسِّساتها للتعرف أكثر عن طبيعة هذه الشركة الناشئة وخدماتها التي تقدمها، وكيف تمكنت من جمع تمويل بلغ 3.2 مليون دولار منذ تأسيسها حتى الآن، وغيرها من التساؤلات حول النجاحات والصعوبات في عالم الشركات الناشئة.
شركات عربية ناشئة تستحق التعرّف عليها
لنتعرف في البداية إلى شركة المُفكّرون الصغار (Little Thinking Minds) ولماذا تأسست؟
شركة المُفكّرون الصغار هي مجموعة منصات معنية بإنتاج محتوى تعليمي باللغة العربية لسد الفجوة المعرفية والتعليمية في العالم العربي، حيث تتحدث دراسات عن أن 59% من تلاميذ منطقتنا العربية يعانون من صعوبات في قراءة النصوص الطويلة وفقر في التعلّم. ترتفع هذه الظاهرة لدى الأطفال في الفئة العمرية ما دون العاشرة، وهي مشكلة قديمة لكنها تفاقمت بعد جائحة فيروس كوفيد-19، وتؤكد بعض الدراسات أن 40% من طلاب العالم العربي لم يستفيدوا بشكل جيد من التعليم عن بعد.
هناك عدة أسباب لضعف اللغة العربية لدى التلاميذ من أبرزها: أن اللغة المُتحدَّث بها تختلف اختلافًا كبيرًا عن اللغة المكتوبة، حيث يتحدث الوطن العربي 22 لهجة، بينما توجد قواعد خاصة للغة العربية الفصحى، وهنا نجد التباين بين اللغة المستخدمة في الحياة اليومية ولغة الدراسة، ولا يكاد يتجاوز التداخل والتشابه بين اللغتين الـ 60%، لنكتشف أن الطفل فعليًا يتعلم لغتين عربيتين، بالإضافة إلى اللغات الأجنبية الأخرى إن كانت إنجليزية أو فرنسية أو غيرها من اللغات، والتي تركز عليها المدارس الدولية والخاصة.
لقد بات التعليم الآن يعتمد كليّا على اللغة الإنجليزية بصفتها لغة الأعمال والتكنولوجيا والحياة العملية والعلمية، ونجد الرياضيات والعلوم وغيرها من المواد يتم تدريسها باللغات الأجنبية، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا لتعلم اللغة العربية السليمة، والتي أصبحت مجرد مادة دراسية وليست لغة تعلّم رئيسة، مما سبب شُحًا في مفردات اللغة العربية لدى الأجيال الجديدة. هذا بالإضافة إلى ضعف دروس اللغة العربية في المدارس الحكومية نتيجة اكتظاظ الفصول الدراسية بالتلاميذ، كما يعاني معلموا اللغة العربية من التهميش مقارنة بالمواد التعليمية الأخرى، ونجد لدى بعضهم ضعفًا في المهارات الأكاديمية، وهو ما يتطلب تدريبُا مكثفُا لصقل أدواتهم في التدريس والتعلّم.
هذا ويصعب على معلمي اللغة العربية إيجاد محتوى تعليمي جيد على مختلف المنصات، فلا توجد منصة متكاملة لإنتاج محتوى تعليمي معرفي تفاعلي معاصر جيد باللغة العربية. كل تلك العوامل مجتمعة دفعتنا إلى ابتكار شركة المُفكّرون الصغار لكي تكون بنكًا معرفيًّا غنيًّا بالموارد والوسائط السمعية والبصرية مثل الكتب والفيديوهات وأوراق العمل والاختبارات التقييمية وخطط الدروس، والتي تمتثل تحت مظلة واحدة يمكن للمعلم الوصول لها في أي زمان ومكان، بهدف توظيفها بطريقة شائقة في حصص اللغة العربية في المدارس، بشكل يراعي الطفل، ويتماشى مع العصر ومتطلبات التعليم الحديث.
كيف بدأت فكرة منصات المُفكّرون الصغار ومتى انطلقتم على أرض الواقع؟
كما ذكرت نحن موجودون لسد الفجوة التعليمية للغة العربية والتقليل من فقر التعلّم لدى الطفل لأن كثيرًا من الدراسات أثبتت أن الطفل الذي لا يتقن لغته الأم، من الصعب عليه الإبداع في المواد والعلوم واللغات الأخرى، لذلك نحاول أن نجعل الأطفال العرب قريبين من لغتهم بطريقة تتناسب مع طبيعة الحياة ونمطها الآن. حينما بدأت الشركة كنا نركز على منطقة الخليج العربي. رأينا أن هناك حاجة كبيرة لمحتوى عربي جيد في تلك المنطقة الجغرافية نظرًا لتعدد الجاليات والجنسيات العربية المقيمة في دول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات والسعودية وقطر، وكان الطلاب العرب في مدارس اللغات الخاصة والمدارس الدولية يعانون من ضعف في اللغة العربية.
رصدنا سببًا آخر لتفاقم المشكلة يعود إلى حديث الأهل مع أولادهم باللغة الإنجليزية، لكن حينما توسعنا في دراستنا للوضع وجدنا أنها ظاهرة جديدة ممتدة حتى داخل مصر ولبنان والأردن ومختلف أنحاء العالم العربي. هذه العوامل جعلت الحكومات ووزارات التعليم في البلدان العربية واعية بأن هناك جيلًا كاملًا غير ناطق أو غير مُتمكّن من لغته الأم، وهو ما يعني تعثّرًا كبيرًا في العملية التعليمية في المراحل المتقدّمة منها، وتحاول شركة المُفكّرون الصغار معالجة هذه المشكلة من خلال ابتكار منصات تعليمية تفاعلية باللغة العربية.
يمتد تواجد منصات شركة المُفكّرون الصغار وتأثيرها في عدة دول عربية كيف كانت عمليات التوسّع؟
انطلقت نواة المُفكّرون الصغار قبل قرابة عقدين من الزمن في عام 2004 من خلال خلفيتي الدراسية كوني متخصصة في الإخراج التلفزيوني، حيث بدأت الفكرة مع شريكتي المؤسسة لمياء الطباع. في البدايات كانت الشركة تستهدف العملاء النهائيين من أولياء الأمور وهو ما يعرف اليوم بشركات الـ (B2C)، وكنا نعمل على إنتاج محتوى وأفلام موجهة للأطفال العرب تخاطبهم بلغتهم الأم، وفي عام 2014 أخذت الشركة منحى مختلفًا من خلال مساهمة مستثمرين ملائكيين وتمويل صناديق رأس المال الجريء في رحلتنا.
لقد تم دعمنا من قِبل (Algebra Ventures) من مصر و(Innovative Startups and SMEs Fund – ISSF) من الأردن و(Alturki Ventures) من السعودية و(Mindshift Capital) من الإمارات، وجمعنا آن ذاك 1.7 مليون دولار، وعندئذ تغيّرت منهجيتنا في العمل وأصبحنا شركة (B2B) تستهدف المؤسسات والهيئات والكيانات التعليمية والتربوية، وتحولنا من شركة تُنتج محتوى وتطبيقات للأهالي والمعلمين، إلى شركة كبيرة ورائدة في إنتاج منصات تعليمية متكاملة للمدارس والهيئات، وأصبح يتمتع بهذه المنصات الآن أكثر من 800 مدرسة في 10 دول عربية على رأسها الإمارات وقطر والسعودية ومصر، حيث تغطي خدماتنا التعليمية المدارس الخاصة والمدارس الحكومية وقطاع اللاجئين في بعض الدول بالتعاون مع بعض المنظمات غير الحكومية مثل (UNICEF) و(USAID).
ما هي أبرز الخدمات التي تقدمها شركة المُفكّرون الصغار؟
توفّر شركة المُفكّرون الصغار العديد من الخدمات التي تأتي على رأسها المنصات التعليمية مثل: منصة (أقرأ بالعربية – I READ ARABIC) التي تقدّم محتوى قرائيًّا وتعلميًّا عربيًّا للناطقين باللغة العربية، ومنصة أخرى تقدّم محتوى لمساعدة غير الناطقين باللغة العربية في اكتساب مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية اسمها (أتَعلّمُ العربية – I START ARABIC)، كما طرحنا مؤخرًا منصة جديدة باسم (تقييمات معيارية – BENCHMARK ASSESSMENT) وهي منصة مُبتكرة مخصصة لكل طالب حسب اهتماماته، حيث يخوض الطالب تقييمًا يصمم بشكل متلائم ومتكيف معه تبعًا لاهتماماته الخاصة ومستواه التعليمي والمعرفي.
كذلك تُقدّم شركة المُفكّرون الصغار منصة التدريب المهني للمعلمين، والتي تتيح دورات تساعد معلمي اللغة العربية على توظيف تكنولوجيا التعليم في الفصول الدراسية، وتطوير أدواتهم من خلال التعلّم الهجين وجعل الدروس جذابة وتشاركية وشائقة وتفاعلية، وتركز هذه الدورات على آليات تخطيط دروس اللغة العربية من خلال مخاطبة المهارات التي يجب أن يتمتع بها معلّم القرن الواحد والعشرين والتي تتوافق مع اللوائح العالمية للتدريب المهني للمعلمين.
خدمات المُفكّرون الصغار لا تنحصر بالمنصات التعليمية وحسب، بل لنا أثر ومبادرات مجتمعية تهتم بتعليم اللاجئين والمهجرين قصرًا نتيجة الصراعات والحروب، وقد عملنا مع (UNICEF) في 100 مدرسة حكومية تحتضن لاجئين سوريين، بهدف تقديم محتوى خاص للأطفال يخاطب التحديات والصعاب النفسية التي يمرون بها، حيث كان يعاني الطلاب الوافدون من صعوبات أثناء دمجهم مع الطلاب المستضيفين، ومن خلال هذه التجربة الإنسانية والتعليمية أنتجنا كتبًا ومحتوى يرتكز على توظيف الذكاء العاطفي والعواطف الاجتماعية لتعلّم قيم مهمة مثل التقبل والتسامح والتعاطف لتخفيف حدة هذه المشكلة.
كيف تصمد وتتوسع شركة المُفكّرون الصغار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ظل المنافسة العالية لمنصات التعلّم الإلكتروني التي تعتمد على تكنولوجيا التعليم؟
بالفعل بات عدد المنصات التعليمية يتزايد بشكل كبير في العالم العربي، لكن منصتنا تظل متفوقة لعدة أسباب، أولها أن منصاتنا ليست منصات إثرائية بل هي متوائمة بشكل كبير مع المناهج الدراسية، حيث نقوم بدراسة مناهج الدول العربية وبحثها، ونوائم المنهج التعليمي أو الوزاري الموجود من كتب أو فيديوهات أو اختبارات مع المخرجات المعرفية والتعليمية التي ترغب تلك المؤسسات والهيئات في أن تحققها، وهو ما يجعلنا منصة تعليم أساسية لعدّة مناهج دراسة في الدول العربية.
ثانيًا: نحن نعمل بالتعاون مع دور نشر عربية رائدة في مجال الثقافة والتعليم، وبات لدينا أكثر من 24 دار نشر من بلدان عربية مختلفة تتنوع في تخصصها ونتعامل معها لنشر كتبها ومحتواها المعرفي والتعليمي، حيث تستهدف المنصة دمج الطفل العربي مع أقرانه من مختلف الدول المحيطة عبر التعرض لثقافات ومعارف الدول العربية الأخرى.
ثالثًا: تتميز منصات شركة المُفكّرون الصغار بأنها واحدة من أكثر المنصات انتشارًا ووصولًا في العالم العربي، حيث تستخدم حوالي 500 مدرسة خاصة و300 مدرسة حكومية منصاتنا المختلفة في الوقت الراهن، وهو ما يجعلني أقول إننا متقدمون عن منافسينا من حيث المدى والتوسّع.
رابعًا: هو عامل التنوع بين تعدد المنصات وخدمات التدريب حيث نقدّم محتوى مُخصص للناطقين باللغة العربية، وآخر لغير الناطقين باللغة العربية، وننتج محتوى لمرحلة الـ (KG) والاختبارات المعيارية، بالإضافة إلى دورات التدريب المهني الأكاديمية؛ كل ذلك يجتمع في منصة واحدة تتيح خدمات تعليمية متكاملة تخدم المُفكّرون الصغار.
هذا وتتميز منصاتنا بحجم فريق دعم العملاء الكبير وخبرته، والذي يتواجد في كافة فروع مكاتبنا في القاهرة ودبي والرياض إضافة إلى المقر الرئيسي في الأردن، والذي يوفّر للمعلمين كافة احتياجاتهم من الدعم الفني والتقني، وهو ما يجعل معلمي اللغة العربية في تواصل دائم معنا لحل أي مسألة تواجههم. ناهيك عن الدراسات العلمية التي نقدمها عن جدوى منصتنا في العملية التعليمية لتعلم اللغة العربية، وجاءت واحدة من الدراسات بالتعاون مع (USAID) في بعض المدارس الحكومية لقياس مدى تأثير المحتوى الذي نقدمه في تقليص صعوبات القراءة وفقر التعلّم، وهو ما أثبتنا نجاحه، لتكون ميزة إضافية تميزنا عن منافسينا.
تحدثتي عن جذب المُفكّرون الصغار لاستثمارات كبيرة، ما هي العوامل التي ساعدتكم على جذب هذا الكم من الاستثمار والتمويل كشركة رائدة في مجال تكنولوجيا التعليم؟
من منظور الأعمال البحت نجد أن سوق تكنولوجيا التعليم في العالم العربي كبيرة وتعاني من ألم في مسألة ضعف محتوى اللغة العربية، وهو ما أصبحت تدركه الحكومات والمدارس وهذا يخلق حاجة لسد هذه الفجوة. بالنظر من كثب نجد أن عدد الدارسين بين مرحلة الـ (KG) والصف الثاني عشر حوالي 100 مليون طالب، وهناك احتياج ماس لتحسين مستوى تعلّم اللغة العربية، حيث أجمعت الدول العربية من خلال اختبارات لطلاب الصف الرابع والثامن لقياس إلمامهم بالقراءة والكتابة عن تراجع المعدلات والنسب عن المستوى العالمي، وبات لدى الحكومات والمؤسسات التعليمية المعنية الوعي الكافي بأهمية الدفع بمؤسسات مدعومة للمساعدة على النهوض بهذه المؤشرات لمستويات أعلى، لأن التقاعس في مثل هذه القضية له عواقبه الوخيمة على السياسة والاقتصاد والمجتمع.
لقد أصبح الاهتمام باللغة العربية قضية هامة لبلدان المنطقة جمعاء، وهو ما منح الفرصة لرواد الأعمال المبتكرين في تكنولوجيا التعليم للدفع بأفكارهم لسد هذه الفجوة المعرفية، وقد كانت شركة المُفكّرون الصغار واحدة من المؤسسات الرائدة التي تمكنت من القيام بدورها وواجبها، وأتمت العمل المطلوب منها على أكمل وجه، مما اجتذب اهتمام المستثمرين لتمويلها.
يوجد فرص حتى خارج العالم العربي في دول إفريقيا وآسيا التي تهتم بتعليم اللغة العربية كونها دول مسلمة تقرأ القرآن الكريم، بجانب الجاليات العربية في المهجر والتي يمكن استهدافهم أيضًا، كل هذه الأسواق تجعل من شركات تكنولوجيا التعليم التي تركز على اللغة العربية هدفًا للمستثمرين، لكن يجب أولًا أن تثبت نفسها وتكشف عن قدراتها وإمكانياتها وفهمها للسوق الذي تستهدفه، ونحن مثال على ذلك، حيث تمكنا من جمع تمويل بلغ 3.2 مليون دولار منذ أن تأسسنا حتى الآن.
كيف تعمل منصات المُفكّرون الصغار التعليمية على استهداف عقلية الطفل التي تعد تحديًا كونها من أصعب أنواع الجماهير المُستهدفة؟
لدى المُفكّرون الصغار فريق مُنتج كبير وظيفته تتمثل في مراقبة سلوك الطفل وجمع البيانات والمعلومات عن أنماط السلوك والاهتمامات وطرق التعلم، ونقوم بتوظيف هذه البيانات في طرق التعلّم التي قد تختلف من طفل لآخر، حيث يوجد أطفال تجذبهم النصوص وآخرين الصور وغيرهم الصوت والفيديوهات والحركة، لنوجه المحتوى حسب طبيعة سلوك الأطفال وأنماطه.
كذلك نهتم بآراء المدارس والمدرسين والأهالي للوقوف على الآليات الفاعلة في تحفيز الطلاب، كما لا نغفل جانب الترفيه والمتعة من خلال تفعيل منهجيات التعلّم باللعب مثل جمع النقاط التحفيزية لفتح مستويات الألعاب التعليمية والتثقيفية، ونعمل أيضًا بشكل مستمر على تجديد هذا المحتوى لكي يكون جاذبًا دائمًا لعقلية الطفل.
ما هي أبرز التحديات التي تواجهها منصات التعليم الإلكترونية العربية في الوقت الذي باتت فيه تقنيات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي مهيمنة على عالم الأونلاين بشكل كبير؟

من وجهة نظري ستساعدنا هذه الأدوات التكنولوجية الحديثة على زيادة كم المحتوى المعرفي والعلمي في زمن أقل، كما ستعيننا على تخصيص المحتوى بشكل أكبر على حسب كل طالب وأنماط التعلّم والمعرفة لديه، لنصل في النهاية إلى نتائج ومخرجات تعليمية أكثر دقة ومتعة للطفل، والآن نعمل في المُفكّرون الصغار على طرق لتوظيف تكنولوجيا التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى وتصميمه بطريقة تلائم اهتمامات كل مستخدم على حدة.
أما عن أبرز التحديات فبالرغم من التقدّم الكبير الذي نشهده في التكنولوجيا إلا أن هناك بعض المدارس العربية لا تزال تعاني من نقص الأدوات كالكمبيوتر والتابلت وحتى الإنترنت، وهو ما يمثل عائقًا ويسبب اتكالية كبيرة على الأهل لإتمام الواجبات المدرسية، وهو ما قد يؤدي إلى عدم وصول أهداف الدرس التعليمي بالشكل السليم. تحدٍ آخر يكمن في وجوب إعادة تثقيف المنظومة التعليمية والأهل بأهمية اللغة العربية ودورها في تحصيل المعرفة بطريقة سليمة في ظل ضغوط المواد والمناهج الدراسية باللغات الأجنبية، مما يتطلب تضافر جهود الهيئات التعليمية مع المدارس والأهل. والتحدي الثالث يتمثل في فيض المنصات الذي أصبح الانتقاء منها أمرًا صعبًا نتيجة تعددها، ما يسبب حيرة لدى المدارس والمعلمين ويجعل عملية الاختيار فيما بينها شاقًا ومربكًا.
ما هو سر نجاح المُفكّرون الصغار من وجهة نظرك الذي تنصحين به رواد الأعمال الجدد العاملين في قطاع تكنولوجيا التعليم؟
أظن أن الشركة الناشئة الناجحة دائمًا ما تتسم بالرشاقة والمرونة والمواكبة والقدرة على مجابهة التحديات، وقد مثلت هذه القيم سر نجاح المُفكّرون الصغار منذ نشأتها، حيث أدركنا منذ بدايتنا لإنتاج الأفلام ونشر المحتوى على اليوتيوب أننا نتصدى لمشكلة تحتاج إلى حل، وكان أول تحول لنا عندما تمكننا من تغيير منهجية التسويق من شركة (B2C) إلى شركة (B2B) والآن نحن في صدد أن نكون شركة (B2G)، أيضًا يلعب فريق التدريب والتطوير دورًا مهمًا لدينا بالوقوف على آخر مستجدات التكنولوجيا والتعليم لنكون مواكبين عالميًا، وهو ما يمثل قيم المرونة والرشاقة في التحول والنمو.
كذلك فهم المعاناة والألم والاستجابة لإيجاد حل، يعد من أهم العوامل الرئيسي لنجاح أي مشروع ناشئ، حيث يسمح الفهم الجيد في معرفة السوق ودراسته بطريقة علمية بتحقيق هدف الشركة بشكل سليم، وقد قمنا بذلك من خلال التواصل القريب والمباشر مع أصحاب المصلحة من عناصر المنظومة التعليمية من مدارس ومعلمين وأهالي وطلبة لتلبية كافة الحاجات وحل كل الإشكاليات لتحسين تجربة مستخدمي خدماتنا ومنصاتنا، حيث كنا وما زلنا على مقربة من عملائنا على الدوام، وأخيرًا يمكن القول إن خلف كل نجاح دائمًا فريق عمل متناغم، فلو كان لديك أحسن منصة وتفتقر إلى فريق داعم فأنت في مشكلة كبيرة قد تؤدي إلى فشل حقيقي للشركة.
لمعرفة المزيد من الأخبار حول قطاع المشاريع والأعمال والشركات الناشئة يسعدنا أن تتابع منصاتنا المختلفة على انستغرام ولينكد إن وتويتر، وهناك ستتعرف على قصص ملهمة لرواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين وصناع التغيير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
للإبلاغ عن أي مشكلة أو خطأ في المحتوى يرجى مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني التالي: editor [at] rasmal [dot] com.