في هذا المقال المقتبس عن منصة (inc.) بقلم جو بروكوبيو مؤسس (TEACHINGSTARTUP.COM)، لا يحاول المؤلف الحديث إلى قادة ريادة الأعمال عن قنوات صرف الأموال في المشاريع الجديدة، فقد قاموا بإنجاز العمل الشاق بالفعل، كونهم على دراية أكثر من أي شخص آخر بكيفية استثمار رؤوس أموالهم بالطرق التي يرونها مناسبة. لكن الهدف من هذا المقال أن يضيء لمئات الأشخاص الطريق الذي لايزالون يتلمسونه في بداية رحلة شركاتهم الناشئة، ففي مقابل كل شركة ناشئة تحصل على تمويل، هناك الكثير يحاولون ويفشلون.
في هذا الصدد كتب جو: “أعلم أن أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لرفض المستثمرين تمويل الكثير من رواد الأعمال والشركات الناشئة؛ يكمن في عدم وجود خطة متماسكة للأموال عند التعامل معهم مصرفيًا. وهؤلاء هم الأشخاص الذين أتحدث إليهم”.
وينصح جو في مقاله: “إذا كنت ستبدأ جولة لجمع التمويل، أو حتى إذا كنت تفكر في ذلك، فمن المهم أكثر من أي وقت مضى أن تكون واضحًا وموجزًا حول كيفية استخدام الأموال التي سيتم جمعها لدعم نمو عملك”.
في السياق ذاته كتب المؤلف: “بناء على تجربتي الخاصة التي تأكدت من فاعليتها عن طريق أصدقائي المستثمرين المغامرين، إليك طريقة بسيطة للغاية لتحديد التوقعات حول كيفية إنفاق التمويل الاستثماري”. وإليكم أربع عوامل هامة قدمها جو في مقاله كما يستوضح أدناه:
1. الوقت: كم ستستغرق للإقلاع بشركتك؟
هذا هو المقياس الأول والأهم لقياس قيمة أي استثمار جديد. إنه الرقم الذي يجب أن تكون قادرًا على تحديده وإدراجه في مقدمة أولوياتك في أي لحظة.
كم من الوقت يمكنك إبقاء الأبواب مفتوحة؟
الصيغة سهلة بما فيه الكفاية: السيولة النقدية المتوفّرة في متناول اليد، مضافًا إليها الإيرادات المتوقعة، مطروحًا منها معدل الإنفاق والصرف، ويتم إبرام هذه الحسابات كل شهر، حتى ينفذ الاستثمار ويضيع!
لكن هناك معادلة مثالية ترصد منحنى الأعمال من الناحية العملية: حيث يبدأ الهبوط الحاد لمؤشرات النقد بمجرد وضع الأموال الجديدة في العمل مباشرة، بينما يتسطح المؤشر عندما يبدأ العمل في إنتاج المنتجات أو الخدمات، ثم يصعد بشكل مجزي بعد أن تولّد هذه المنتجات عوائد للعمل.
ويضيف جو: “لقد علمتني التجربة أن يكون لدي 3 سيناريوهات: الأفضل والأسوأ والأكثر احتماليةً، ومشاركة الحالات الأسوء والأكثر حدوثًا خارج نطاق الشركة، مع العمل داخليًا على الوصول إلى أفضل فرضية متوقعة، كما لو كانت الحالة الوحيدة”.
2. الموهبة: ما مقدار المهارات وحجم الخبرات الموهوبة التي يجتذبها التوظيف؟
في جميع جولات جمع التبرعات التي مر بها جو، يعد توظيف المواهب أولى البنود التي يتم تخصيص أموال جديدة لها، وهو ما تحدث عنه قائلًا: “إذا تمكنت من تحقيق أهدافي مع فريق عملي، فلن أحتاج إلى استثمار خارجي على الإطلاق. إن تعيين أفضل المواهب يرتقي بك إلى تحقيق أهداف أسمى بسرعة أكبر ، ولن يوفر أي مجال آخر عائدًا أفضل للإنفاق أكثر من الاستثمار في توظيف المواهب”.
عادة ما يكون هناك ثلاثة تصنيفات للمواهب التي يمكن أن تستثمر فيها أموالك:
المجموعة الأولى: هي المواهب التي تحتاجها الآن لسد الثغرات في مجموعة مهارات الشركة، بهدف تسريع الإنتاج على الفور.
المجموعة الثانية: هي المواهب التي تحتاجها لزيادة إنتاج المجموعة الأولى مثل إضافة موارد إلى المبيعات والتسويق والعمليات والدعم.
المجموعة الثالثة: هي المواهب التي تحتاجها عندما تسير كل الأمور على ما يرام؛ مثل إضافة موارد إلى التمويل والموارد البشرية وخدمة العملاء ورعايتهم، بالإضافة إلى مضاعفة الموارد لمساعدة المجموعة الأولى على القيام بعملها حتى تتمكن الدورة من الاستمرار.
3. التكنولوجيا: ما مقدار النمو والتوسع الذي ستتمكّن من تحقيقه عبر الأتمتة؟
تعد التكنولوجيا مكونًا حاسًما في أي مشروع جديد، سواء كان العمل يركز على التكنولوجيا أم لا. سيكون شراء أو بناء تقنية جديدة هو العامل المضاعِف لمقدار العائد الكبير الذي تحصل عليه بعد توظيف المواهب الجديدة. عادة ما تكون هناك ثلاث مراحل من الإنفاق على التكنولوجيا الجديدة لأي شركة ناشئة:
مرحلة التأسيس: يجب رفع حزمة تكنولوجيا الشركة وحزمة العمليات وحزمة الاتصالات وحزمة الدعم وحزمة المبيعات والتسويق إلى مستويات تكنولوجية تنافسية.
مرحلة التطوير: هناك كذلك عواقب محتملة غير سارة للنواحي الفنية والتشغيلية وثغرات إدارية بسبب بعض أوجه القصور العشوائية جراء الحلول اليدوية. يمكن للتكنولوجيا الجديدة وأدوات الأتمتة والتقنيات المستحدثة أن تساعدك في تنظيف هذه الفوضى، وحل الكثير من هذه المشكلات.
مرحلة الابتكار: يميل معظم المؤسسين الجدد وخاصة مؤسسي شركات التكنولوجيا الناشئة، إلى تخصيص 100٪ من إنفاقهم التكنولوجي للابتكار. لكن يُنصح أن يتم التقسيم بشكل تقديري كلي بين 60% إلى 40%، بحيث يتم تخصيص جزء من الميزانية لمرحلتي التأسيس والتطوير، بما في ذلك المناطق والأقسام الإدارية غير التكنولوجية.
4. الزخم: ما مقدار الحصة السوقية التي ستفوز بها؟
هذا العامل من الصعب تحديده وتثبيته بشكل دقيق، ولكنه هام وحساس للحصول على التمويل، والبقاء في المسار الصحيح، وهو ما سيقيس عليه المستثمرون تقدمك، وسيزعجوك به في كل اجتماعات الشركة بعد أن يصبح لديهم مقاعد في مجلس الإدارة.
ابق متحفظًا قدر الإمكان في توقعات حصتك السوقية حتى لا تُخفق، فإذا أخطأت شركة عامة تقديرات الأرباح ببضع نقاط مئوية، قد ينخفض سهمها، أما إذا أخطأت شركة ناشئة التوقعات بفارق كبير بما فيه الكفاية، أو لفترة طويلة من الزمن، فإن أبواب الجحيم ستُفتح في اجتماع مجلس الإدارة.
هناك أيضًا عددًا من العوامل الخارجية والسيناريوهات التي يمكن أن تتسبب في هذا الخطأ. لذا تأكد من ترك مجال للمفاجآت في هذا السوق المتقلب دائمًا.