وفقًا لأحدث تقرير لـ “ومضة”، لا يزال التحيز الجندري قائمًا، حيث حازت الشركات المؤسسة من قِبل رجال على نسبة 99٪ من التمويل البالغ 374 مليون دولار في أغسطس ، بينما ذهب 1٪ فقط إلى الشركات التي أنشأتها أو شاركت في تأسيسها النساء.
على الرغم من أن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد جمعت 2.2 مليار دولار من التمويل بين يناير وأغسطس 2022، وفقًا للمطلعين على الصناعة، إلا أن نسبة التمويلات الخاصة بالشركات التي أسستها نساء في المنطقة تمثل قدرًا لا تذكر.
في هذا الصدد تحدثت “ابتسام وصيف” المؤسس المشارك لشركة “BNPL” الناشئة في الإمارات العربية المتحدة، لمجلة أريبيان بزنس أنه لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها قبل أن يكون هناك استثمار كبير في شركات تكنولوجيا المعلومات التي تترأسها نساءً، وأضافت: “إن الأرقام تظهر بشكل لا لبس فيه الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بدعم الأعمال، وإحجام المستثمرين عن تمويل الشركات التي تؤسسها النساء، وأن أي تبرير لذلك ما هو إلا أمر سخيف”.
وعلقت “وصيف” على ظاهرة التردد في دعم رائدات الأعمال بقولها: “أظهرت البيانات أن حوالي 29% من الشركات المملوكة للنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي مؤسسات عالمية – وهي نسبة كبيرة يمكن أن يتباهى بها الرجال العصريين الداعمين للنساء”. ونوهت إلى أن السبب الأساسي في ذلك يكمن وراء عدم استسلام النساء في كثير من الأحيان مثل الرجال”.
هذا وجرت جولة لجمع الدعم لـ 33 شركة ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أغسطس من هذا العام، حيث حاز 10 من المستثمرين الذين يتخذون من المملكة العربية السعودية مقرًا لهم على نصيب من هذه الصفقات، فيما تلاهم نظرائهم في الإمارات العربية المتحدة بـ 8 صفقات.
وعلى الرغم من أن مشاركة النساء في تأسيس الشركات الناشئة والحصول على التمويل لأعمالهن كانت مشكلة على المستوى العالمي، ، إلا أن الحال في المملكة العربية السعودية لم يكن كذلك، وفقًا لما قاله “وليد البلاع” رائد الأعمال السعودي المتخصص في استثمارات رأس المال الجريء، والشريك العام في “Sukna Ventures”، والذي تحدث: “قد لا تكون النسبة المئوية لتمويل الشركات التي تؤسسها نساء عالية في المملكة العربية السعودية، لكننا نشهد بالفعل تحسنًا كبيرًا في هذا الاتجاه”
ووفقًا للبلاع تتقدم النساء بشكل كبير في قطاعي الشركات الناشئة والاستثمار، حتى أن بعضهن قد حصلن على أدوار على مستوى الشريك في شركات رأس المال الاستثماري بما في ذلك شركتي Outliers و Impact46. وزعم أنه من بين 23 اقتصادًا مرتفع الدخل، فإن المملكة العربية السعودية هي حاليا الدولة الوحيدة التي لديها معدلات بداية مشاريع للنساء أعلى من الرجال، حيث نشطت شركة “وومن سبارك” على مستوى الاستثمار لفترة في المملكة العربية السعودية، وشهدت الشركات التي تم تأسيسها أو المشاركة في تأسيسها على نساء حركة في تمويل الأموال من قِبل مستثمرين وممولين عرب وسعوديين مثل: “Gathern” و”Taffi” و”Mrrha” و “Sabbar”.
في ذات الإطار صرح “سانديب جانيديوالا” الشريك الإداري لشركة RedSeer للاستشارات الإستراتيجية في دبي قائلًا: “تمثيل المرأة ليس ناقصًا في تمويل رأس المال الاستثماري فقط، ولكن تمثيلها ناقصًا أيضًا في الأدوار القيادية في قطاع الشركات، ومن أجل معالجة الأمر يجب التصدي للمشكلة الأكبر المتمثلة في إشراك النساء في القيادة، فالمال ليس سوى جانب واحد من جوانب عمل المرأة”.
ويضيف جانيديوالا: “كثير من صاحبات الأعمال الإناث يكتفين بتطوير نماذج أعمال مكتفية ذاتيًا تضيف قيمة دون الحاجة إلى رأس مال خارجي، ونتيجة لذلك نحتاج إلى الإجراءات التفصيلية لتتبع ريادة الأعمال النسائية الشاملة”.
ووفق رأي الشريك الإداري لشركة RedSeer للاستشارات الإستراتيجية، لم يكن رأس المال الجريء في الشرق الأوسط رافضًا لدعم استثمار الشركات الناشئة التي أسستها نساء، مثبتًا بقوله: “أعتقد أن نسبة الشركات الناشئة التي بادر فيها الرجال ببدء مشاريعهم كانت أعلى، وهو ما ينعكس على الاستثمار أيضًا”.