أصدرت شركة (OpenAI) برنامج (ChatGPT) ليكون نموذجها الأولي لروبوت دردشة الذكاء الاصطناعي، وقد اجتذب البرنامج انتباه الجمهور نظرًا لإجاباته التفصيلية الشبيهة بالإنسان على الاستفسارات؛ مثل صياغة عقد بين فنان ومنتج أو إنشاء كود تفصيلي، مما يجعله ثورة يمكن أن تحدث تغييرًا كبيرًا في طريقة استخدام الناس لمحركات البحث، ليس فقط من خلال توفير روابط للمستخدمين للبحث فيها، ولكن عن طريق حل المشكلات والإجابة على الأسئلة المعقدة.
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي الآن حقيقة ملموسة يشهدها العالم بل ويختبرها بشكل فعلي، لكن لنعرف أكثر عن برنامج (ChatGPT) سنعود إلى بدايات التقنية التي تُعرف باسم (GPT-3). ببساطة إنها تقنية الذكاء الاصطناعي الأفضل في إنشاء محتوى به أي بنية لغوية، سواء كانت لغة بشرية أو لغة آلية.
تم إنشاء (GPT-3) بواسطة (OpenAI) الشركة البحثية التي شارك في تأسيسها (Elon Musk)، وقد وُصفت بأنها أهم تقدّم مفيد في مجال الذكاء الاصطناعي على مدار سنوات طبقًا لما كتبه (Bernard Marr) في موقع (Forbes) قبل أكثر من عامين.
ولكن هناك بعض الالتباس حول ما يفعله ولا يفعله (GPT-3)، وهو ما نحاول توضيحه من خلال تقديم مصطلحات بسيطة لأي قراء غير تقني مهتم بفهم المبادئ الأساسية الكامنة وراء (GPT-3) وتقنية (ChatGPT).
ما هو (GPT-3)؟
بدءًا من الأساسيات، يرمز (GPT-3) إلى (Generative Pre-trained Transformer 3) بمعنى أنه محول توليدي مدرب مسبقًا، إنه الإصدار الثالث من الأداة التي تم إصدارها. هذا يعني باختصار أن (GPT-3) تولّد نصًا باستخدام خوارزميات مدربة مسبقًا، وقد تم بالفعل تزويد الأداة بجميع البيانات التي تحتاجها لتنفيذ مهمتها عبر 570 جيجابايت من المعلومات النصية، التي تم جمعها عن طريق الإنترنت من خلال مجموعة بيانات متاحة للجمهور تُعرف باسم (CommonCrawl)، إلى جانب نصوص أخرى حددها (OpenAI) بما في ذلك نص (Wikipedia). لذا إذا طرحت عليه سؤالًا، فتوقع أن تكون تلك الإجابة الأكثر فائدة، وإذا طلبت منه تنفيذ مهمة مثل إنشاء ملخص أو كتابة قصيدة، فستحصل على ملخص أو قصيدة. بشكل تقني أكثر إنها أكبر شبكة عصبية اصطناعية تم إنشاؤها.
ماذا يمكن أن يقدّم (ChatGPT)؟
يستخدم (ChatGPT) تقنية اللغة (GPT-3.5) المطوّرة من (OpenAI)، ويمكن لـ (ChatGPT) إنشاء أي شيء له بنية لغوية – مما يعني أنه يمكنه الإجابة على الأسئلة وكتابة المقالات وتلخيص النصوص الطويلة وترجمة اللغات وأخذ المذكرات وحتى إنشاء رمز الكمبيوتر.
يتيح الروبوت إمكانية تنسيق حوار مع المستخدمين لتقديم إرشادات بسيطة ومعقدة، وقد تم تدريب (ChatGPT) على اتباعها وتقديم إجابة مفصلة لها، بما في ذلك الإجابة على الأسئلة المتسلسلة والاعتراف عند إرتكاب خطأ.
والجدير بالذكر أن (ChatGPT) كان قادرًا على إنشاء كود Python معقد وكتابة مقالات على مستوى الكلية، مما يعزز المخاوف من أن مثل هذه التكنولوجيا يمكن أن تحل محل العاملين البشريين مثل الصحفيين أو المبرمجين في المستقبل.
كيف يعمل الـ (ChatGPT)؟
من حيث مكانة (GPT) ضمن الفئات العامة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، يعد التطبيق نموذجًا للتنبؤ اللغوي. هذا يعني أن هيكله الخوارزمي مصمم لأخذ جزء واحد من المدخلات اللغوية وتحويلها إلى ما يتوقعه هو الجزء التالي الأكثر فائدة للمستخدم. يمكن للتطبيق القيام بذلك بفضل التحليل التدريبي الذي تم إجراؤه على مجموعة كبيرة من النصوص المستخدمة في التدريب المسبق. على عكس الخوارزميات الأخرى التي لم يتم تدريبها في حالتها الأولية، وقد أنفقت (OpenAI) بالفعل كمية هائلة من موارد الحوسبة اللازمة لـ (GPT) لفهم كيفية عمل اللغات وهيكليتها. ويقال إن الوقت الحسابي اللازم لتحقيق ذلك كلف شركة (OpenAI) حوالي 4.6 مليون دولار.
ما هي حدود قدرات (ChatGPT)؟
تم إتاحة (chatbot) البرنامج المبرمج لمحاكاة المحادثة البشرية المدعوم بالذكاء الاصطناعي في 30 نوفمبر عبر موقع (OpenAI) على الويب، وبينما لا يزال في مرحلة مراجعة البحث، يمكن للمستخدمين التسجيل واختباره مجانًا. وبالرغم من كل هذه القدرات الكبيرة إلى أن البرنامج له حدوده، حيث تنتهي قاعدته المعرفة عند عام 2021، كما يمكن أن يقدّم إجابات غير دقيقة، ويميل إلى استخدام نفس العبارات باستمرار ، وعندما يُعطى نسخة واحدة من السؤال، يدعي الروبوت أنه لا يمكنه الإجابة عليه، ولكن عند إعطائه تعديلًا طفيفًا يجيب عليه بشكل صحيح.
Follow us on Instagram, LinkedIn, and Twitter for startup & business news and inspiring stories of MENA businesses, entrepreneurs, startups, innovators, investors, and change-makers.
To report any issue or error in the story, please email us editor [at] rasmal [dot] com.